أبواب جهنم وبكاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
المذكور انّه لمّا نزلت هذه الآية علىالنبي صلىاللهعليهوآله : «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ»(الحجر43-44)
بكىالنبي صلىاللهعليهوآله بكاءً شديدا وبكت صحابته لبكائه ، ولم يدروا ما نزل به جبرئيل عليهالسلام ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلّمه ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا رأى فاطمة عليهاالسلام فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها فوجد بين يديها شعيرا وهي تطحنه وتقول : «وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌوَأَبْقَى»(القصص60) فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبي صلىاللهعليهوآله وبكائه ، فنهضت والتفّت بشملة لها خلقة قد خيطت إثنا عشر مكانا بسعف النخل ،فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه إنّ قيصر وكسرى لفي السّندس والحرير ،وإبنة محمد صلىاللهعليهوآله عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في إثني عشر مكانا ،فلمّا دخلت فاطمة على النبي صلىاللهعليهوآله قالت : يارسول اللّه إنّ سلمان تعجّب من لباسي ، فوالذي بعثك بالحقّ ما لي ولعليّ منذ خمس سنين إلاّ مسك كبش تعلق عليها بالنّهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناه ، وان مرفقتنا لمن اُدم ،حشوها ليف ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ياسلمان انّ إبنتي لفي الخيل السوابق .
ثم قالت : ياأبت فديتك ما الّذي أبكاك ؟فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدّمتين قال : فسقطت فاطمةعليهاالسلام على وجهها وهي تقول :
الويل ثم الويل لمن دخل النار
فسمع سلمان فقال :
ياليتني كنت كبشا لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار
فقال أبوذر :
ياليت اُمي كانت عاقرا ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار
وقال عمار :
ياليتني كنت طائرا في القفار ولم يكن عليّ حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار
وقال علي عليهالسلام :
يا ليت السباع مزّقت لحمي ، وليت اُمّي لم تلدني ولم أسمع بذكرالنار ، ثم وضع علي عليهالسلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول :
وابعد سفراه ، واقلّة زاداه في سفر القيامةيذهبون وفي النار يتردّدون وبكلاليب النار يتخطّفون ، مرضى لا يعاد سقيمهم ، وجرحى لا يداوى جريحهم ، وأسرى لا يفكّ أسيرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون ، وبين أطباقها يتقلبون ، وبعد لبس القطن والكتّان مقطّعات النار يلبسون ، وبعد معانقةالأزواج مع الشياطين مقرّنون
السلام عليكم ياخيرة الناس السلام عليكم ياخيرة الاصحاب والمناصرين
هذا حالكم عندما سمعتم ذكر النار فكيف حال عامه الناس