كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمدا واله الغر الميامين

كلمة السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه من كل سؤ ومكروه كلها دروس وعبر ومواعظ

تجمع بين الحزم والشده والحق والعدالع والمرح والخفه والعفويه نعم هذا هو نصرالله

أنصح كل من لم يستمع اليه بقراءة هذا الخطاب الكريم حتى نستمد منه روح المقاومه وروح العزه والإباء

احيا حزب الله مناسبة "يوم الشهيد" بمهرجان سياسي وشعبي جماهيري عند السادسة من مساء امس الأربعاء في مجمّع سيد الشهداء (ع) - الرويس، بحضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيد مير حسينيان، قياديين ومسؤولين من حزب الله وحشد من الوزراء والنواب وممثلين عن الأحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية وشخصيات وفعاليات أهلية واجتماعية وهيئات علمائية ودينية وعوائل الشهداء وجمهور غفير من المواطنين.

بدأ المهرجان باستعراض للفرقة الموسيقية وفرق رمزية من المجاهدين الذين أدّوا التحية للشهداء القادة الذين تصدرت صورهم خلفية المنبر، وبعد عزف النشيد اللبناني ونشيد حزب الله، تم عرض شريط مصوّر عن عمليات المقاومة الاسلامية وعن الشهيد أحمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين، ثم أنشدت فرقة الإسراء نشيد "يوم الشهيد".

السيد نصر الله
وألقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة ومما جاء فيها: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله.." أيها الأخوة والأخوات واخص بالذكر عوائل الشهداء ارحب بكم جميعأً في هذا اليوم العزيز والمجيد والمبارك.

اليوم الذي اخترناه وأردناه يوماً لشهيد حزب الله وإن كنا نشعر ونعتبر أننا ننتمي إلى كل الشهداء الذين ضحوا بارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية دفاعأً عن لبنان وعن الأمة والمقدسات وعن الكرامة، ونشعر ونعتبر انهم ينتمون إلينا ولكننا كجزء من هذه الأمة ومن مقاومتها وجهادها وحركتها الكبرى لنا شهداؤنا الذين ينتمون إلى تنظيمنا وإلى عائلتنا، وإذا كنا نتحدث عن شهيد حزب الله فإننا لا نتحدث عن شهيد منفصل عن بقية الشهداء لانه شهيد مقاومة متصلة بكل حركة المقاومة في لبناننا ومنطقتنا منذ الانطلاقات الأولى لمن سبقنا وهي حلقة متصلة بكل الاجيال الآتية التي ترفض الخضوع للاحتلال والاستعمار والاستكبار.

اخترنا هذا اليوم الحادي عشر من تشرين الثاني يوماً لشهيد حزب الله لأنه يوم الاستشهادي الاول أمير الاستشهاديين أحمد قصير الذي مضى بروحه وجسده وعقله وقلبه ووعيه وفكره وعشقه إلى لقاء الله عز وجل وكان اقصر الطرق إلى الله الجهاد في حزب الله وكانت العملية الاستشهادية الأولى في صور التي دمرت كبرياء العدو قبل أن تدمر قلعة من قلاعه الحصينة وإذا أراد أحدنا أن يفهم بعضاً من مصاديق قوله تعالى ليسوؤوا وجوهكم فلينظر إلى وجه أرييل شارون أمام مقر الحاكم العسكري في صور تعلوه الضعف والحقارة والاحساس بالهزيمة.

كان ذلك اليوم يوم البشرى والشكر ويوم الآمال العريضة بالانتصار الآتي الذي ما لبث أن جاء وأتى ببركة كل الدماء والتضجيات التي بذلت وسالت قبل أحمد قصيره وبعده.. هذا اليوم هو يوم لكل شهدائنا من القادة الهداة في طريق المقاومة من سيد شهدائها أستاذنا وقائدنا السيد عباس الموسوي إلى شيخنا العارف والزاهد والهادي شيخ شهداء المقاومة الشيه راغب حرب إلى القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية إلى شهدائنا الذين كانوا في هذه المسيرة في مواقعهم في المناطق والوحدات القتالية وتكثر بهم لائحتنا إلى الاستشهاديين العظام الذين سلكوا درب الاستشهاد وتركوا كل العلائق سوى الله وإلى كل الشهداء المجاهدين الذين قضوا وهم يؤدون الأمانة ويقومون بواجب الدفع عن الكرامة فكان هذا اليوم يوم كل هؤلاء الشهداء الذين ينتسبون إلى عائلتنا ومسيرتنا الخاصة منذ انطلاق المسيرة ففي العام 1982 وحتى اليوم.

وكما في كل إحياء وذكرى نجتمع لنعبر عن افتخارنا واعتزازنا بهم وبجهادهم والتزامنا بخطهم ووصاياهم وحفظنا لإنجازاتهم وانتصاراتهم، نجتمع وبيننا عوائل الشهداء الذين نقدر ونحترم ونعتبرهم تاج الرؤوس ولنشهد في محضرهم على كل هذا الاعتزاز والافتخار، وفي هذا اليوم نستعيد في ذاكرتنا ووجداننا ونستحضر أمام عيون اطفالنا وأحفادنا ونزرع في ذاكرتهم أسماء هؤلاء الشهداء ووجوههم وصورهم لا لحاجة الشهداء إلى ذلك بل لحاجتنا نحن فهم أحياء عند ربهم منذ أن التحقوا إلى جوار ربهم عز وجل.

هم أحبوا وعشقوا وتمنوا وطلبوا وسعوا وجاهدوا فوصلوا وفازوا "فزت ورب الكعبة". أما نحن المحتاجون إلى ذلك لأننا عندما نرى وجوههم المنيرة ونسمع بأسمائهم العزيزة ونستذكر سيرة جهادهم وتضحياتهم تعظم في عيوننا المسؤولية ونرتقي الى مستواها وتكبر فينا العزم ومشاعر الوفاء بالعهد سوياً لاننا في لحظة وهن وتعب عندما ننظر إلى الخلف ستحضر كلماتهم ووصاياهم لتذكرنا بالعهد والميثاق فنخجل ونطرق رؤوسنا بالأرض ونمضي إلى حيث الشموخ ويهيج بنا الشوق للقاء والوصول لاننا بحاجة دائماً إلى البصيرة وهم اهلها فنصل وهم اهل الطهر والنقاء عندما تلوثنا ألاماني والأطماع فنلوذ بهم ليذكرونا بحقيقة الدنيا ونعمل من أجل الآخرة فنجلس في مجلس درسهم وتعليمهم ولأنهم حجة الله على العالمين وعلى شعوبنا وعلينا لأنهم أثبتوا القدرة على صنع الانتصار رغم قلة الناصر وكثرة العدو فنراهم امامنا مناراً ودليلاً وهادياً فلا نتراجع ونضعف أمام أي ترهيب وتهديد.

في يوم الشهيد وامام عوائل الشهداء وصبرهم وتضحياتهم نشكر الله سبحانه وتعالى أن من على شعبنا وزانتنا فكان بيننا لأجيال من الرجال والنساء العارفين أهل الايمان والبصائر وأهل الارادة والجهاد والعزة ومن أباة الضيم ورافضي الذل والاستسلام الذين دافعوا عن كرامتنا وارضنا وسيادتنا فصنعوا كل الانتصارات، اليوم نجتمع على قطعة من أرض الضاحية الجنوبية التي دنسها الاحتلال عام 1982 ومعها أجزاء من الجنوب والبقاع وبيروت، واليوم عادت الضاحية والجنوب والبقاع باستثناء قطعة من أرضنا في تلال كفرشوبا وشبعا ببركة هذه الدماء وكل هذه التضحيات.

اليوم هو اليوم الذي نعترف فيه بفضلهم على ما قدموا وضحوا من 1982 إلى 1996 إلى 2000إلى 2006 الذين أسقطوا مشاريع الكبرى ومنها مشروع الشرق الأوسط الكبير.. نقول للشهداء نحن نعيش وننعم بالقوة ملء إرادتنا بفضل نوركم وشهادتم وتضحياتكم.

بعد كل هذه التضحيات والدماء الزكية وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ونحن نتابع كل الأحداث والتطورات على مستوى بلدنا العزيز لبنان والمنطقة وأحداث لبنان لا يمكن عزلها عن أحداث المنطقة والعالم، لاننا هنا نعالج مسائل واقعية وحياتية ووجودية ومصيرية وليست مسائل فلسفية قابلة للتجزئة والتبعيض.

قبل أشهر عندما تم انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية قيل أن هناك تغييرات وأن هناك قيادة جديدة تريد التصحيح وتقديم لمسة إنسانية للقيادة الاميركية المتوحشة، ولكن سرعان ما بانت حقيقة هذا السراب وانهارت كل تلك التحاليل وسقطت كل هذه الأوهام وخصوصاً في الاسابيع القليلة الماضية، واتضحت محصلة سنوات حكم أوباما المقبلة، وهو الالتزام الأميركي المطلق بإسرائيل ومصالحها وشروطها وأمنها، لا يراعي ولم يعد يداري كما حاول في خطابه بالقاهرة أي كرامة أو مشاعر أو أحاسيس للشعوب العربية دولها وحكوماتها.

لو راجعتم الخطاب الذي خاطب فيه الحاضرين في الساحة التي قتل فيها اسحاق رابين ليستمع إلى الالتزام الأوبامي القاطع والصارخ بأمن اسرائيل، ولو رجعنا إلى الشق العسكري والمناروات الأميركية - الاسرائيلية التي انتهت واستمرت ثلاثة أسابيع، النخبة الأميركية موجودة في فلسطين المحتلة وتقوم بمناورات مشتركة ويعلن القادة العسكريون الإسرائيليون أن الهدف هي الاستعداد لمواجهة هجمات صاروخية من ايران وسوريا ولبنان وغزة، إذاً الأميركي يأتي للمرة الأولى من عشرات السنين ليكون شريكاً ميدانياً فعلياً في أي مواجهة قد تفرضها إسرائيل على غزة أو لبنان أو سوريا أو ايران. هذا الأمر لم نره مع إدارة بوش ثم نسمع أن جزءاً من هذه القوة الأميركية سيبقى في الكيان المحتل ليساعد إسرائيل في مواجهة من هذا النوع.

على المستوى العسكري ومنذ حرب تموز وحتى اليوم لم تبخل أمريكا على اسرائيل بأي نوع من أنواع السلاح أو الدعم اللوجستي أو الفني، وعلى المستوى السياسي جاءت إدارة أوباما "وعملت شوية عنتريات" أنها ستفرض وقفاً للاستيطان وقلت لكم قبل ذلك أن ذلك ليس سوى حيلة لتقطيع الوقت واستعطاف العرب، وقد راينا كيف تراجعت الادارة الأميركية وفق تكتيك مسبق عن شرط تجميد الاستيطان وطلبت المفاوض الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات.

من اللطيف رقم 18.. 18 من المفاوضات نتيجتها الفشل والاحباط والصياع والهوان وبقاء الاحتلال وفي المقابل 18 سنة من المقاومة في لبنان من 1982 إلى 2000 نتيجتها تحرير بيروت والجنوب والبقاع الغربي من دون منة من أحد في العالم.

اليوم عندما نراجع ونستمع إلى الأطراف المؤيدة للتسوية، نرى كل الأطراف العربية التي ترى نفسها معنية وتراهن على التسوية وكانت تجمّل الآمال والاحلام عن التسوية لم نعد نسمع صوتاً لأحد منها، اختفت الأصوات واختنقت ولم نعد نسمع سوى عن الفشل والاحباط والطريق المسدود. وبالأمس يأتي الأمريكي ليطالب الحكومة اللبنانية بالتنفيذ الكامل للقرارات الدولية في ظل تجاهل وتواطؤ وسكوت عن خرق إسرائيل للقرارات الدولية بل الدفاع عن إسرائيل ومحاولات منع التصويت على قرار "غولدستون" الذي يساوي القاتل بالضحية.. حتى القانون الذي يساوي بين الجلاد والضحية ترفضها إسرائيل. هذا جزء من المشهد في منطقتنا والسؤال إلى الذين قالوا لنا اعطوا وقتاً للأميركيين، وما تقديم رجل اسود البشرة ومن العالم الثالث سوى خدعة انكشفت بأسرع مما كنا نتوقع.

اما الإسرائيلي فيواصل التسلح والتجسس على لبنان بكل الوسائل، وشبكات التجسس التي نطالب الأجهزة الأمنية بإعادة فتح هذا الملف فقد انتهت الانتخابات وتشكلت الحكومة. يواصل هذا العدو استغلاله لكل حادثة بسيطة وصغيرة في المحيط، سواء كانت من صنعه ويقوم بتكبيرها وتضخيمها كجزء من حركة استهدافه لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين ومن يدعمها من سوريا إلى إيران.

التهديدات العلنية بشن حرب على لبنان وغزة، لما تشكلت الحكومة أول رد فعل إسرائيلي تهديد لبنان وتحميله المسؤولية لأن حزب الله جزء من الحكومة، وهو كان جزءاً من الحكومة في الماضي، ومن ثم تسريبات معلومات خارجية وأتى مسؤولون ليقولوا ان هناك حرباً وشيكة على لبنان. هذه حرب نفسية تخاض في هذه الأيام. أكثر من حرب وتوترات وصراعات تخاض في اكثر من منقطة في العالم الاسلامي ويتم تصويرها على أنها ذات صبغة طائفية ومذهبية وكل ذلك لخدمة إسرائيل واولويات أخرى غير أولوية الصراع مع العدو الصهيوني وتحرير الأرض.

في المقابل نحن مدعوون إلى المزيد من التواصل والتعاون الإقليمي لعلاج المشاكل في منطقتنا. نحن لا يجوز أن نتكل على أمريكا لحل مشكلاتنا وهي التي تصنع لنا المشكلات ولا نعتمد عليها لمعالجة صراعاتنا وهي التي تصنعها وتموّلها وتحرض عليها وتزكّيها. يجب أن يبذل حكام ونخب هذه الأمة جهوداً قومية وطنية لمعالجة الأزمات. نحن ننظر بإيجابية كبيرة إلى الدور التركي الجديد في المنطقة. قد يبدأ البعض بالحديث بشكل طائفي ومذهبي، أن تركيا السنية تعمل لتأخذ دور إيران الشيعية. انا أقول نحن مع تركيا السنية إذا انت تريد الدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى قبل أن نكون مع إيران الشيعية، بل أكثر من ذلك نحن مع فنزويلا الشيوعية اذ كانت تقف إلى جانب لبنان.

نحن ننظر بإيجابية إلى الدور التركي الذي بدأ يقيم علاقات جيدة مع دول المنقطة وينفتح على قوى العالم العربي والإسلامي، ونحن ننظر بإيجابية إلى القمة السورية - السعودية ونحن كنا سعداء وأول بركات هذه القمة قطفناها نحن في لبنان. ونحن مع أي تواصل أو تلاقي، وعلى سبيل المثال في الأيام القليلة الماضية التقارب القطري -الإيراني. وفي هذا الإطار، نحن ندعو إلى تقارب سعودي - إيراني، ولتكن هناك مبادرة من اي مكان عربي أو اسلامي ليكون هناك تقارب بين هذين البلدين الكبيرين في العالم الاسلامي. وهناك حريق في اليمن يتم العمل على الباسه طابعاً مذهبياً وهو ذو طابع سياسي. نحن في العالم العربي والاسلامي ندعو إلى أطفائي يعمل ليلاً نهاراً لإطفاء الحرائق، ويجب العمل على وقف القتال في شمال اليمن الذي يحاول البعض أن يذهب به إلى حرب طائفية بشكل خطير جداً. بعد أن سقطت الحرب المذهبية في العراق.

نحن ندعو بكل جد وإخلاص لبذل جهد من هذا النوع واقول لأمة محمد (ص) إن رسول الله يقول لكم: إن اصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصيام، فما نفع صومنا وصلاتنا في ظل قتل الأطفال وسبي النساء وتشريد للناس.

نحن ندعو الشعوب إلى إعادة النظر في خياراتها. وفي يوم الشهيد والشهداء الأطهار المجاهدين المضحين نحن ندعو إلى تبني خيار المقاومة على المستوى الوطني والقومي والإسلامي وبدون مجاملات والدفاع عن خيار المقاومة وتقديم الدعم لحركات المقاومة وخصوصاً في لبنان وفلسطين وخصوصاً في مواجهة العدو الصهيوني. وهنا من واجبي بتقدير عال إلى ما جاء في خطاب الرئيس بشار الأسد في القمة الاقتصادية في تركيا عندما تحدث عن المقاومة كخيار بديل ووحيد بعد سقوط خيار التسوية عندما قال إن وقوفنا إلى جانب المقاومة ودعمنا هو واجب. ونحن في المقاومة نرد على هذا الخطاب بالدعوة أولاً إلى تعميمه على مستوى العالمين العربي والاسلامي وثانياً بالتقدير لصاحب الخطاب ولمواقف سوريا قيادة وشعباً إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين واقول لكل العالم نحن في المقاومة في لبنان كنا دائماً نعتز ونفتخر بكل الذين يقفون إلى جانبنا ويقدمون لنا أي نوع من أنواع الدعم ولم نكن نخجل بصداقتنا مع سوريا ولا بصداقتنا بالجمهورية الاسلامية في إيران ومع اي دولة أو جهة تقف إلى جانب مقاومتنا في هذا الصراع. ونفتخر أن يكون لنا داعمون يعتزون بدعمهم لنا.

نحن في لبنان علينا مسؤوليات، في هذين اليومين رئيس اركان جيش العدو غابي أشكينازي الذي كان قائداً للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي حين لقي هذا الجيش هزيمة على يد المقاومة الإسلامية. هم جاؤوا بجنرال من زمن هزائم العدو وزمن انتصارات المقاومة. هو تحدث عن صواريخ ومداها 300 كيلو، نحن لا نؤكد ولا ننفي، وهو يقوم بحرب نفسية على نفسه وعلى جيشه وشعبه، ولكنه أراد أن يأخذ الأمور باتجاه آخر، والإسرائيليون يتحدثون عن أجواء حرب خصوصاً عندما تحدث مؤخراً عن تطوير صواريخ لدى حركة حماس، وهم كأنهم يقولون لشعوب المنطقة أن الأمور قد تذهب إلى حرب، وهذا الأمر تأخذ احتمالين. إما أن هذا الكلام مقصود فيه الذهاب إلى حرب، أو عدم الذهاب إلى حرب نهائياً، لأنه يمكن أن يقول لشعبه رداً على من يقول إنه لا يجوز السكوت على لبنان لأن حركات المقاومة تزداد قوة، فهو من المحتمل أنه يقول لهؤلاء: إن حركات المقاومة تتسلح ولا يوجد مكان في فلسطين إلا وتطاله صواريخ المقاومة، وبالتالي عند حدوث اي حرب لن يكون هناك تهجير من حيفا أو تل ابيب، بل من كل الأماكن في فلسطين المحتلة، ولذلك قد تكون دعوة منه إلى اصحاب الرؤوس الحامية أن يهدأوا قليلاً.

إن هذا الصراخ لا يتعب إلا حناجر اصحابه، والمراهنة على ضغط دولي لا ينفع وهذا أشكينازي يقول لهم اهدأوا.. وفي كل الأحوال نحن في مواجهة الحرب النفسية الإسرائيلية، نحن كنا معنيين أن نبعد شبح الحرب على لبنان، فيجب علينا كلنا نحن اللبنانيين أن نفهم الإسرائيلي أن تهديداته لا طعم لها ولا لون ولا رائحة وأن حربه الجديدة على لبنان لن تؤدي إلى انقسام أو صراع طائفي في لبنان بل ستؤدي إلى وقفة واحدة، وعلى الإسرائيلي أن يفهم أنه إذا شن حرباً على لبنان سنكون جميعاً مدافعين عن كرامتنا وارضنا وسيادتنا.

لو أرادوا أن يجربوا هذا الأمر فإننا بتعاوننا وتضامننا فإننا سنحوّل هذا التهديد إلى فرصة واستكمالاً لما قلته سابقاً. هم يقولون إن سلاح الجو غير قادر على حسم المعركة، وهو ما حصل في الحرب الماضية وبقيت الصواريخ تطلق على حيفا، وفي المرة القادمة لن تقف الأمور عند حيفا فإن القصة ستبدأ مما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا. وبالتالي ليس عنده خيار سو عملية برية واسعة، ونحن قلنا هنا سنبدل التهديد إلى فرصة، عندما تدخل الفرق الإسرائيلية إلى جغرافيتنا، جغرافيا جبل عامل وجنوب لبنان بشكل خاص ولبنان بشكل خاص، الله خلقها من أجل تحطيم وإذلال وتدمير المحتلين والغاصبين.

عندما ستدخل هذه الفرق الإسرائيلية السبعة إلى جغرافيا وديمغرافيا لبنان، وجميعاً سنكون هناك، من أهم ميزات 2006 لم يهرب أحد من ساحة المعركة ولم يرم أحد سلاحه وانسحب من ساحة المعركة، وكانت مشكلتنا في العام 2006 كيف نمنع آلاف الشباب من الذهاب إلى جنوب لبنان.

نحن جميعاً سنكون هناك في الوديان والقرى وسندمر دباباتهم وآلياتهم ونقتل جنودهم ونأسرهم. نعم نحن لدينا القدرة وقادرون على أن ندمر هذه الفرق والدبابات وآلاليات وأن نقتل هؤلاء الضباط والجنود، هم عملوا بخيار بري وأدخلوا 40 ألف ضابط وجندي في حرب تموز وفشلوا ونحن لم نكن في ذلك الوقت في قوة هذا اليوم. اليوم نعود ونستذكر بالخير الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، تشكيلنا أكبر وتدربينا أعلى ونحن أيضاً أجرينا تقييماً وعالجنا الكثير من نقاط الضعف وعززنا الكثير من نقاط القوة، ونحن جاهزون، وأتعهد من جديد بين أيدي وارواح الشهداء الحية واقول لاشكينازي وباراك وكل الدنيا، ارسلوا ما شئتم من فرق عسكرية فنحن سنحطمه وندمره في تلالنا وجبالنا وودياننا. هذا هو التحول الكبير في المنطقة لو حصلت حرب من هذا النوع.

نأتي إلى الشأن الداخلي، الحمد لله بعد وقت طويل تم تشكيل الحكومة، ولن أدخل في التفاصيل الماضية، ولكن هناك امور باتت على حقيقتها، وهناك الكثير من التحليلات التي تبين أنها تأتي من عالم آخر وأكثر شيء كان يضحكني ربط الانتخابات بالملف النووي الإيراني، وكان لدينا حصة كبيرة في الحديث عن تعطيل الحكومة.. هل أن الملف النووي واقف عند تشكيل الحكومة اللبنانية؟ ها هي الحكومة قد تشكلت فهل تم حل قضية الملف النووي الإيراني؟

تشكلت الحكومة وما ندعو اليه اليوم أن تكون هذه الحكومة حكومة تعاون وانسجام وطني حقيقي، واضم صوتي واقول لا نريدها حكومة متاريس وشق أنغام وتسجيل نقاط، واحب ان اقول أن من أهم أسباب التأخير في تشكيل الحكومة هي المزايدات، وفي كل الأحوال يجب أن تكون الحكومة متماسكة ومتعاونة ومنسجمة، واعلن أن نجاح هذه الحكومة برئيسها ووزرائها هي مصلحة لنا وللبنان والشعب اللبناني، ومصلحة لحزب الله والمقاومة بشكل خاص في لبنان ويجب أن نتصرف وفق هذه الخلفية بأن النجاح هو نجاح للجميع.

موضوع البيان الوزاري يجب ألا يكون هناك تعقيدا به وأن أترك الموضوع لمن يحملون مسؤولية في الحكومة، ومن أهم الأولويات الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي ونحن من الناس ونشعر بمعاناتهم، ومن الأولويات مكافحة الفساد في الدولة ومؤسساته. هناك ملفات كبرى في البلد، وأنا أدعو إلى التريث في طرح الملفات الكبرى، نهدأ ونتريث كي لا نبدأ من ازمة إلى أزمة، حتى لا نذهب إلى المشكلة، وهناك طاولة الحوار ونستطيع أن نتحدث بما نريد، ولو أن الاستراتيجية الدفاعية هو الموضوع المطروح ولكن نستطيع أن نطرح ما نشاء، لأننا لا نريد أن نثقل هذه الحكومة بالملفات الكبرى، ولنضع الأهداف الواقعية لحلها، حتى لا يكون هناك فشل ونرمي مسؤوليته على بعضنا البعض، بل لا بد من أن نتعاون لحل هذه الملفات معأً ونستطيع أن نحقق إنجازات بنسبة أكبر وندعو إلى التعاون والتكاتف والتكامل ونحن في حزب الله جادون وصادقون في إنجاح هذه التجربة.

هناك ملف آخر موجود أمام الحكومة هو مواجهة التهديدات والتهويلات والخروقات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وملفات الاسرى اللبنانيين لدى العدو كالأسير يحيى سكاف وعبد الله خليل عليان، وكل المعطيات التي قدمها الاسرائيلي مضللة، وهذا الاستحقاق داهم، ويجب أن تقدم الحكومة الحد الدنى من الاحتضان والتي يمكن أن نصل إليها عبر طاولة الحوار.

هناك ملف خطير وهو أن عائلات محترمة شكت من موضوع انتشار المخدرات وهذا الموضوع أخطر من السرقة والعلاقات الجنسية غير الشرعية والكثير من الآفات، لأن مدمن المخدرات تنهار عنده منظومة القيم وتنهار المقدسات وكرامة العائلة ويصبح خائناً وعميلاً وسارقاً. هناك أناس يبيعون الحبوب المخدرة لأنها تجارة مربحة ويريدون أموالاً، وحجة أن الناس جائعون حجة ساقطة، لأن هؤلاء التجار أغنياء، هؤلاء هم مجرمون وقتلة. هناك أناس دخلوا هذا الملف من خلفية تجارية ولكن هناك آخرون دخلوا بها من خلفية جاسوسية، إسرائيل تعمل لترويج المخدرات في مجتمعنا وتعمل لترويج أننا نروّج المخدرات. أنا طلبت من أحد علمائنا الأعزاء أن يسأل مراجعنا وفقهائنا يقولون بحرمة وترويج المخدرات والبعض يقول إن بائع ومروّج المخدرات هو مفسد في الأرض، حتى أن بيع وترويج المخدرات في مجتمع العدو هو حرام، وهذه هي سماحة الاسلام.

انا أقول إن كل الاتهامات التي وجهت لحزب الله بترويج المخدرات في فلسطين هي كاذبة ومقصود به تشويه سمعة حزب الله وتشويه سمعتي شخصياً، ليقولوا إن هذا الرجل يريد تشويه عائلاتكم. الضباط والجنود الإسرائيليون الفاسدون يقومون بهذا الأمر ليخفوا فسادهم، وأنا أقول بحرمة بيع وترويج المخدرات حتى في مجتمع العدو. اليوم تقول صحيفة معاريف إن هناك سمكة سامة أسموها الإسرائيليون "نصر الله"، مع أن هذه السمكة جميلة المنظر وبريئة الهيئة ولكن لسعة منها تسمم وتكفي للقتل السريع، أنا جاهز للتسميم وللسع. وانا أقول إن شاء الله وعلى يد هذا الجيل الذي أنتم منه ستعود لنا مقدساتنا.

أقول لكم بموجب الفتوى، يجب علينا أن نتعاون مع الحكومة والدولة والأجهزة المعنية والقضاء اللبناني مهما كانت لدينا ملاحظات هنا وهناك، للقضاء على هذه الآفة، ولكن على أجهزة الدولة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة، يعني ألا تقوم بعض الأجهزة ألمعنية بعقد صفقات مع هذا أو ذاك أو تقوم بتجنيده.

المخدرات دخلت إلى كل البيوت والمدارس والجامعات والأماكن، اقول إنه على كل المرجعات الدينية والمسؤولين والأمهات والآباء وكل في موقعه، أقول لكل اللبنانيين حرصاً على ابنائهم وبناتهم أن نعلن جميعاً حرباً ثقافية إعلامية اجتماعية أمنية قضائية على بائعي ومروجي المخدارت دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم، حفاظاً على مجتمعنا وبيئتنا ومستقبلنا.

في يوم الشهيد نجدد عهدنا لكل الشهداء ليبقى وطناً عزيزاً كريماً واحداً موحداً سيداً حراً مستقلاً وأن يبقى لبنان بلد العيش والمحبة والسلم والاستقرار ومنارة للعلم والحضارة والازدهار وأن نعمل سوياً من أجل أن حفظ هذا اللبنان ونحن وأنتم أهل الأمانة وحفظ الأمانة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الله يحفظك يا فخر العرب

يسلموووو

احم .. احم

حفظ الله سماحة السيد

ورحم الله جميع الشهداء

ولعن الله الصهاينة و من يدافع عنهم

احسنتِ سر الوجود على النقل

الشكر لكم للمرور

اهم شئ نستفيد فعلا

[[color=green]أحسنتم وجزيتم خير الجزاء

حفظ الله سماحة السيد

ورحم الله جميع الشهداء

ولعن الله الصهاينة و من يدافع عنهم

[/colore]

شكـــــــرا لك خيتي على المجهود الرائع

الله يحـــــفظ السيد من كل سوء

يـــــــــــــــارب

» السيد حسن نصرالله - نهاية المطاف‎
» هل تعلم من الذي عمم سماحة السيد حسن نصر الله
» أهواك يا علي
» عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
» عظم الله لك الأجر سيدي يا ابا عبد الله